متأثراً بأبحاث مجلة " المنار " التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله- وكان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب " المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار " للحافظ العراقي -رحمه الله- والذي ينظر إلى جهد الشيخ في هذا العمل يعجب لنباهته وحسن اطلاعه في مثل ذلك السن، ويزداد عجبه من شدة إتقانه لترتيب الكتاب وتنسيقه وحسن خطه، وهو موجود في مكتبته العامرة.
ولقد وفقه الله في الانطلاق بالدعوة في دمشق، وحمل الشيخ راية التوحيد والسنة ووافقه على دعوته بعض أفاضل العلماء المعروفين في دمشق، وحضوه على الاستمرار قدماً، منهم العلامة محمد بهجت البيطار والشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين، والشيخ توفيق البزرة -رحمهم الله- وغيرهم من أهل الفضل.
• مجالسه ودروسه:
ولقد كانت دروس الشيخ ومجالسه عامرة بالعلم والفوائد، غزيرة النفع في سائر العلوم، ولقد قرأ الشيخ كتبا كثيرة في دمشق، إذ كان يعقد درسين كل أسبوع يحضرهما طلبة العلم.
ولقد زار دمشق قديماً الأستاذ الأديب عبد الله بن خميس، ووصف زيارته لدمشق وسفرته، وكتب كتاباً بعنوان " شهر في دمشق " طبع عام 1374 هـ - 1955 م، ذكر فيه انطباعاته عن شيخنا في ذلك الوقت، وكان مما ذكر عن زيارته تلك: " ولم أزل طيلة مقامي بدمشق محافظاً على درس الشيخ وقد انتهوا في علم التوحيد من كتاب " فتح المجيد [وبدؤوا] في كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم " لشيخ الإسلام ابن تيمية، وفي كل حين يزداد عددهم، وتتجدد رغبتهم، ويكتبون وينشرون، ومن تتبع مجلة التمدن الإسلامي وقف على ما لهذا الشيخ وتلامذته من نشاط وجهود، ولقد لمست بنفسي لهم تأثيراً كبيراً على كثير من الأوساط ذات