كتاب كتاب مقالات الألباني

7 - مع شيخنا ناصر السنة والدين في شهور حياته الأخيرة (¬1)
بقلم: علي بن حسن الحلبي الأثري

قبل أن أبدأ كلامي حول شيخنا ووالدنا، الأستاذ، العلامة، أسد السنة، وفخر الأئمة، أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- أذكر مفارقتين مهمتين:
هما بدء الخير في مولده، ومسك الختام في وفاته:
أما أولاهما: فإن سنة (1333 هـ) - وهي سنة مولده -رحمه الله- كانت السنة نفسها التي توفي فيها شيخ الشام العلامة المتفنن الإمام جمال الدين القاسمي -رحمه الله- فتلك سنة شهدت أفول نجم، ليعلن به بزوغ آخر، وذلك في سماء الشام لتضاء به - من بعد -أقطار العالم- هداية وإصلاحاً (¬2).
أما الثانية: فإن سنة (1420 هـ) وهي سنة وفاته -رحمه الله- كانت السنة نفسها التي توفي فيها سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز -رحمه الله-.
نعم، في شهور قليلة افتقدنا -معاً- أبا عبد الله، ثم أبا عبدالرحمن، فرقدين نيرين امتلأت بأنوارهما الدنيا بأسرها، سماؤها وأرضها.
وكأن هذا تأويل لتلك الرؤيا الصالحة التي تواطأ عليها غير واحد
¬__________
(¬1) "مجلة الفرقان" (115/ 24 - 25).
(¬2) قلت: ما ذكره الكانب هنا غير صحيح، فإن وفاة جمال الدين القاسمي كانت في مساء السبت الثالث والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة 332 هـ، أي قبل ذلك بسنة، كما يعلم من مصادر ترجمته الكثيرة. انظر: "جمال الدين القاسمي" (ص: 148). (طالب)

الصفحة 207