من أهل الخير في أوقات متباينة، وأماكن متباعدة -قبل عدة أشهر- في رؤياهم كوكبين عظيمين في السماء امتلأت الآفات بهما نوراً. فإذا بأحدهما يسقط من عل، ثم إذا بالآخر -بعد- يتبعه!!
نعم، تكاد الدنيا تظلم بفقد هذين الإمامين العلمين، اللذين جمع الله -سبحانه- إليهما الخير من أطرافه، علماً، ودعوة، وعقيدة، ومنهجاً براً وإصلاحاً.
ولكن، في الله خلف، وهو المستعان.
• لقد امتن الله -وله الفضل- على كاتب هذه السطور بصحبة ميمونة مباركة لشيخنا أبي عبد الرحمن -رحمة الله عليه- امتدت اثنين وعشرين عاماً من الزمن، تعلماً، واستفادة، ومحبة، وتعاوناً، وإصلاحاً، كللت -في آخرها- برفقة قريبة منه -رحمه الله- في بيته، وبين كتبه، بجوار مكتبه، طيلة ثمانية شهور هي آخر ما عاشه الشيخ -تأليفاً وتخريجاً- في حياته العلمية المباركة، التي ختمت بالخير والسعادة -إن شاء الله-.
مواقف وخواطر:
ولقد رأيت منه -تغمده الله برحمته- مواقف علمية عالية، تدل على عظم إمامته، وكبر مكانته، أذكر منها -لإخواني في الله- أموراً يَفيدون منها، ويُفيدون:
• أولاً: عندما أخبرته بوفاة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- لم يتمالك نفسه من البكاء، فدمعت عيناه دمعات حارة، وتكلم عنه -رحمهما الله- بكلمات بارة.
• ثانياً: لم يفتر عن الجلوس وراء مكتبه -للتأليف والتخريج- حيث كان يأتي بالكتب إليه بعض أبنائه وحفدته -إلى آخر خمسين يوماً في عمره الميمون-، وذلك لما وهن بدنه، ونحل جسمه، وضعفت قوته. ومع ذلك، فقد كان -بحمد الله- سليم الذهن، نظيف العقل،