كتاب كتاب مقالات الألباني

قوي التذكر، معلقاً قلبه بالقرآن والسنة.
ولست أنسى إن نسيت -كما يقال- اتصاله الهاتفي بي قبل نحو ثلاثين يوماً من وفاته ليسألني عن كتاب في التفسير له ما يميزه، تذكره بوصفه، وطريقته، ولون غلافه، ولكني ضعفت -وللأسف- عن إعانته في معرفته، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومثل هذا: ما أخبرني به أخونا الفاضل أبو عبادة عبد اللطيف ابن شيخنا محمد ناصر الألباني: أن شيخنا -رحمه الله- طلب منه قبل ثمانية وأربعين ساعة من وفاته إحضار كتابه، صحيح سنن أبي داود لينظر فيه شيئاً وقع في قلبه، وورد على خاطره.
• ثالثاً: في الحين الذي ضعفت فيه يد شيخنا عن كتابة ما يطول كتبه: كان يملي على بعض أبنائه وحفدته ما يخرجه من أحاديث، وبخاصة في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " ثم يكتبون عنه.
ولا يزال في عقلي وبين عيني إملاؤه -قبل شهور قليلة- ثماني عشرة صفحة في تخريج حديث ضعيف منكر، جمع فيه بين يديه -وعلى طاولته- عشرات المراجع الحديثية مخطوطاً ومطبوعاً، نظم المراد منها نظماً بديعاً بسلك رائع، مليء فوائد وتنبيهات، ولطائف وتعقبات.
وليس يخفى على أحد تعاطى الكتابة والتصنيف صعوبة الجمع بين النظائر من كتب كثيرة هو ينقل منها بنفسه، ويكتبها بيده، فكيف الحال بمن يملي منها إملاءً؟!!
• رابعاً: رأيت اهتماماً خاصاً من شيخنا -يرحمه الله- بكتاب " المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي " تصنيف أحمد بن الصديق الغماري -يراجع منه ما كتبه مؤلفه- حول ما يقع لشيخنا من أحاديث في " السلسلة الضعيفة " هي موجودة في " الجامع الصغير " فكان ينظر كلامه وينتقده، ويرد عليه، ويتعقبه ويطيل في مناقشته.
ولقد كتبت عنه بتاريخ 22 ذي القعدة 1419 هـ في منزله - قوله في

الصفحة 209