هذا " المداوي " ما نصه: (هذا كتاب غير جيد، ولا أنصح بقراءته إلا لخواص طلبة العلم) وحبذا لو قام بعض الطلبة الأقوياء بتتبعه والرد عليه بكتاب يسميه -مثلاً- " الكاوي للمداوي " يقتصر فيه على تعقبه على ما صححه -أو سكت عنه- وهو ضعيف، أو ضعفه وهو صحيح! ونحو ذلك من أوهام مهمة.
• خامساً: كان آخر كتاب عمل به شيخنا في السنتين الأخيرتين: هو كتاب " تهذيب صحيح الجامع الصغير والاستدراك عليه " ولقد قال لي لما سألته عنه -أول اشتغاله به- " هذا مشروع اقترحه علي مرضي وعجزي ".
وخطته فيه: تخريج الأحاديث التي لم يكن قد وقف على أسانيدها -من قبل- اكتفاء بما رآه من أحكام العلماء والأئمة عليها كأحاديث " تاريخ دمشق " لابن عساكر، و" معجمي " الطبراني: " الأوسط " و" الكبير " وما أشبه ذاك.
ثم ربط الأحاديث المختلفة المواضع من " الجامع الصغير " مما هي -أصلاً- ألفاظ لحديث واحد، مع التنبيه على ما يكون قد وقع للسيوطي من أوهام -أو أغلاط- في العزو أو الحكم.
وهو -في هذا كله- يغذي سلسلتيه الذهبتين: " الصحيحة " و" الضعيفة " كلاً بما ينتظمه من تخريجاته وأحكامه.
• سادساً: كان لقربي الأخير منه -رحمه الله- فوائد عظيمة جداً، أعدها دورة علمية مكثفة، عرفت فيها -أكثر وأكثر- طريقة الشيخ، ودقته، وبراعته، وأفدت بها الكثير من فرائد الفوائد، ولطائف المعارف، ومن أجل ذلك وأهمه: وقوفي على (جميع مؤلفاته وتخريجاتة المخطوطة) ومعرفتي لها ودرايتي بها، وفهرستها، وتمييزها، وتبويبها، وقد بلغت -أعني: المخطوطة منها- نحواً من مئة وخمسين كتاباً، بعضها في ورقات، وبعض آخر في مجلدات، بعضها كامل تام، وبعضها مات شيخنا -رحمه الله- عنها دون التمام.