• سابعاً: حرصت طيلة هذه الشهور -وبخاصة في النصف الأخير منها- على ألا يكون مني سفر أفارق به شيخنا، وأغيب عنه فاعتذرت بسبب ذلك عن سفرات عدة لبلاد متعددة، مثل: أمريكا، وألمانيا، وهولندا، وإسبانيا، وأندونيسيا، ولكني تذكرت طارئاً لابد من إنفاذه حرصاً مني على استمرار تسيير إقامة رسمية في بلاد الحرمين، لم يبق منها إلا يومان - فاستأذنت شيخنا يوم الأربعاء لاستئذانه بالسفر ووداعه، ولم أكن لأعلم ما يخبيء لنا القدر!! فزرته بعد العشاء، فكان مستلقياً على فراشه، مسنداً ظهره إلى طرف السرير، فرأيته -والله- كما لم أره منذ شهور، صفاء وجه، ولمعان عينين، ونقاء صوت، وراحة بال، فقلت له: " والله يا شيخنا لا أحب مفارقتكم، ولكن لا بد مما لا بد منه " ثم شرحت له ضرورة سفري ولزومها، فتقبل ذلك بقبول حسن، داعياً لي بالتوفيق، قائلاً: " أستودعك الله. . . وأرجو الله أن تعود لأهلك سالماً " ثم استأذنته وودعته.
وصباح يوم الخميس سافرت، ووصلت الرياض بعد صلاة الظهر.
وفي اليوم التالي، وبعد صلاة الجمعة بنحو ساعتين اتصلت من الرياض ببيت شيخنا مطمئناً عليه، فجاءني الخبر من حرمه الوالدة الكريمة أم الفضل -ألهمها الله الصبر وكتب لها الأجر- تخبرني أن الشيخ على ما هو عليه مما رأيته فيه قبل أقل من يومين!!.
وجاء اليوم الموعود " إذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون ".
وصلينا المغرب في (جامع الديرة) في مدينة الرياض، وأمنا في الصلاة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي بلاد الحرمين، والتقيت في المسجد عدداً من الأخوة الأفاضل، منهم الشيخ عبد العزيز السدحان -بارك الله فيه- فعرفني بعد الصلاة بسماحة المفتي وسلمت عليه، ورحب بي، ثم سألني الأخ السدحان عن الشيخ ناصر