كتاب كتاب مقالات الألباني

-كعادة جل من يراني سفراً وحضراً- فأجبته بأن وضع شيخنا مستقر -على ما فيه من مرض- ونسأل الله له القوة.
ولم نكن لندري -هذه اللحظات- أن شيخنا الآن يموت. . أو مات. . .
وكان بين العشاءين -قريباً من المسجد- مجلس علمي جمع بعض الإخوة الأفاضل من طلاب العلم، ومن حسن توفيق الله -سبحانه- أن هذا المجلس كان حول شيخنا وجهوده العلمية، وكان السؤال الأول من صاحب المنزل متعلقاً بما يثيره البعض من اتهام شيخنا بالإرجاء، ومخالفة أهل السنة في مسألة الإيمان، فأجبت عن ذلك - بفضل الله- أجوبة قوية مستقاة من كبار أئمة العلم قديماً وحديثاً، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه الإمام ابن القيم، ومن سار على مثل ما هما عليه من العلم والإيمان، مبيناً أن منهج شيخنا مؤتلف معهم غير مختلف، ومتفق غير مفترق.
وما أن أنهيت السؤال الأول. . . وقبل البداءة بالسؤال الثاني إذا بالخبر العاصف يأتي عبر الهاتف - وذلك بعد صلاة المغرب بنصف ساعة فقط - أن الشيخ الألباني قد توفاه الله.
لا إله إلا الله. . . إنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد كانت -والله- صدمة، ولكننا صبرنا وما جزعنا.
وفي أقل من ساعة من الزمن كانت -أو كادت- الرياض -كلها- تعلم بوفاة الشيخ، ثم مكة والمدينة، و. . . و. . . وكان العالم كله في سويعة واحدة عرف خبر وفاة الشيخ، وحزن عليه، وبكاه.
ولقد كان حزني -في قلبي- أشد، وجرحي -في فؤادي- أنكى:
قد كان ما خفت أن يكونا ... إنا إلى الله راجعونا
ما حرصت عليه: وقع عكسه، وما اجتنبته وتحاشيته: وقع بنفسه (حكمة بالغة) فلا حول ولا قوة إلا بالله.

الصفحة 212