كتاب كتاب مقالات الألباني

9 - رحيل ريحانة الشام ومفيد الأنام الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني (¬1)
بقلم: سعد بن عبد الله البريك

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عل أشرف المرسلين أما بعد:
إن المصائب وإن تساوت في الحزن والأسى، واشتركت في الألم والكمد إلا أن من أعظمها وقعاً، وأشدها خطباً، وأكثرها ألماً، موت العلماء وفقد الفقهاء، فإن فقدهم ثلمة في الإسلام لا تسد، وجرح في النفوس لا يضمد، روي عن ابن مسعود أنه قال: " موت العالم ثلمة في الإسلام، لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار ".
فكيف يكون الأمر إذا أصيبت الأمة الإسلامية في كبار علمائها وأعظم أئمتها وأبرز دعاتها؟! لا شك أنها فاجعة عظيمة، ومصيبة أليمة، ومحنة كبيرة.
لم يمض على مصاب الأمة الإسلامية في فقدها إمام أهل السنة والجماعة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- أربعة أشهر حتى فجعت مرة أخرى، وأصيبت بخسارة كبرى، ونزل عليها الخبر كالصاعقة. . . إنه رحيل الإمام، ريحانة بلاد الشام، ومفيد الأنام، أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين والسنة الألباني تغمده الله برحمته، وطيب ثراه وقدس روحه، علم السنة ومحدث الأمة، ونادرة العصر، وذو
¬__________
(¬1) "مجلة الدعوة" (1713/ 13).

الصفحة 222