كتاب كتاب مقالات الألباني

التصانيف الباهرة والذكاء المفرط، أمير المؤمنين في الحديث في هذا العصر، شيخ الإسلام، مجدد السنة في هذه الأمة، كرس حياته وسخر نفسه في خدمة هذا الدين، فقضى أكثر من نصف قرن في خدمة الحديث النبوي تصحيحاً وتضعيفاً وتعليلاً وجرحاً وتعديلاً، وتخرج عليه كثير من الباحثين من المحققين وغيرهم عن طريق مؤلفاته وتصانيفه، فما من طالب علم وحديث إلا وللشيخ الألباني -رحمه الله- عليه منة في هذا العصر، بحيث لا يستطيع أن يستغني عن تحقيقاته وكتبه أحد من طلاب العلم، وصارت كتب الشيخ وتحقيقاته في مدرسة قائمة بذاتها يستفاد منها ويربى عليها الطلاب، إن الإمام الألباني أحد العلماء والأئمة الذين سخرهم الله تعالى لهذه الأمة في هذا العصر لتجديد ما اندرس من معالم دينها وإحياء ما أميت من سنن رسولها -صلى الله عليه وسلم-، فكم من سنة أحياها، وكم من بدعة أماتها، فهو بحق مجدد هذا الدين.
لقد حمل هم الدعوة إلى الله منذ طلبه للعلم والحديث، فلم يزل يدعو إلى السنة والعقيدة السلفية، ويرد على المبتدعة وأهل الأهواء من أعداء السنة والعقيدة السلفية، سواء بدروسه ومحاضراته وأجوبته عن طريق الهاتف أو عن طريق مؤلفاته وتحقيقاته حتى نفع الله به الإسلام والمسلمين في العالم كله، وقد قامت بسببه -بعد توفيق الله له- نهضة علمية حديثية آتت ثمارها، وفوائدها وانتشرت السنة والدعوة السلفية بجهوده الكبيرة -بعد تسديد الله له- في جميع أنحاء المعمورة بين شباب الأمة ودعاتها وعلمائها ولله الحمد والمنة، وقد شهد له غير واحد من كبار علماء عصره بالتفوق العلمي، والجهاد الدعوي في سبيل السنة، والدفاع عنها، ونصرة العقيدة السلفية، ونقض ما خالفها من العقائد الباطلة المخالفة لمنهج الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، فهذا المفتي الأكبر للمملكة العربية السعودية -سابقاً- محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى قال في الألباني: " صاحب سنة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل ".

الصفحة 223