كتاب كتاب مقالات الألباني

وقال فيه العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري -رحمه الله- " الألباني الآن علم على السنة، الطعن فيه إعانة على الطعن في السنة ".
وقال الإمام ابن باز -رحمه الله تعالى- فيه: " ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني ".
وغير ذلك من الأقوال والشهادات لهذا الإمام الجبل الألباني -رحمه الله تعالى- حتى مخالفيه من أهل الأهواء شهدوا له يالعلم وبأنه محدث العصر، فكان ذلك كلمة إجماع بلا نزاع، وإن ما يجب ذكره هنا في حق هذا الإمام للتاريخ وللعلم وللأجيال أن جهاد هذا الإمام في الدعوة إلى الله وإلى السنة الصحيحة وييان العقيدة السلفية، وكسر ما عليه أهل الياطل من أهل الأهواء والبدع وغير ذلك مما عاش من أجله وسخر حياته وكل ما يملك في سبيله، كل ذلك كان في عصر سنواته التي كانت مرتع الأهواء ومأوى البدع والضلالات من الصوفية والطرقية والقبورية وغيرهم من الخارجين عن منهاج السلف الصالح -رضي الله عنهم-، فكان -رحمه الله تعالى- شوكاً في حلوقهم، وقذى في أعينهم، مع قلة المعاون والناصر من العلماء الذين هم على الطريقة السلفية علماً وعملاً، فحصل له من جراء ذلك محن وفتن، ووشي أهل الأهواء به إلى الحكام فسجن مرتين -رحمه الله تعالى- صابراً محتسباً الأجر عند الله تعالى ومما يجب ذكره هنا أيضاً فى هذا المقام أن هذا الإمام مع ما كان يحمله من المآثر العظيمة، والمناقب الجليلة، في العلم والعمل والدعوة إلى الله عزوجل بقي فترات من حياته مشرداً لا بلاد تؤويه، ولا عصبة أو قبيلة تحميه، حتى أكرمه الله تعالى في آخر مرحلة من عمره بالاستيطان في دولة الأردن عن طريق بعض أهل العلم والفضل -جزاه الله خيراً- وأعظم له المثوبة والأجر، فشرع في إكمال مشروعه العظيم الذي عاش من أجله وهو تقريب السنة بين يدي الأمة، فنفع الله به المسلمين، وانتفع به طلاب

الصفحة 224