كتاب كتاب مقالات الألباني

10 - ذهاب العلم بذهاب العلماء (¬1)
بقلم: عبد الرزاق العباد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فلا يخفى على كل مسلم مكانة العلماء ورفعة شأنهم وعلو منزلتهم وسمو قدرهم، إذ هم في الخير قادة وأئمة تقتص آثارهم، ويقتدى بأفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، تضع الملائكة أجنحتها خضعانا لقولهم، ويستغفر لهم كل رطب ويابس حتى الحيتان في الماء، بلغ بهم علمهم منازل الأخيار، ودرجات المتقين الأبرار، فسمت به منزلتهم، وعلت مكانتهم، وعظم شأنهم وقدرهم، كما قال الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير} [المجادلة:11] وقال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب} [الزمر:9].
ولهذا فإن فقدهم خسارة فادحة، وموتهم مصيبة عظيمة، لأنهم نور البلاد، وهداة العباد، ومنار السبيل، فقبضهم قبض للعلم، إذ أن ذهاب العلم يكون بذهاب رجاله وحملته وحفاظه، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ".
¬__________
(¬1) "مجلة الدعوة" (1715/ 55).

الصفحة 226