كتاب كتاب مقالات الألباني

ولهذا لما مات زيد بن ثابت رضي الله عنه قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: " من سره أن ينظر كيف ذهاب العلم فهكذا ذهابه " أي: أن ذهابه إنما يكون بذهاب أهله وحملته.
وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: " عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه ذهاب أهله ".
ولهذا كان موت العالم يعد خسارة فادحة، ونقصاً كبيراً، وثلمة في الإسلام لا تسد، كما قال الحسن البصري -رحمه الله-: " موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اطرد الليل والنهار ".
ولقد بليت أمة الإسلام في الأشهر الأخيرة بفقد عدد من علمائها الأخيار، ومصلحيها الأبرار، ممن لهم في العلم قدم راسخة، ومكانة عالية، وجد واجتهاد، وبذل وعطاء، عبر عمر مديد، وحياة حافلة بالجود والسخاء.
وآخر ما وقع من ذلك ما كان في عصر يوم السبت الموافق للثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة عشرين وأربعمائة وألف للهجرة، حيث فقدت الأمة عالمها الجليل، ومحدثها الشهير العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى-.
ذلكم العالم الجليل، الذي نذر حياته، وبذل أوقاته في سبيل خدمة حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والنصح لسنته، وتأتي هذه الفاجعة الكبيرة بفقده بعد قرابة خمسة أشهر من فجيعة العالم الإسلامي بفقد شيخ الإسلام والمسلمين سماحة العلامة المجدد الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته-.
ولقد قال العلامة الألباني -رحمه الله- عندما بلغه نبأ وفاة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: " إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، ونسأل الله عز وجل

الصفحة 227