كتاب كتاب مقالات الألباني

أن يجعله في العليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ونسأله عز وجل أن يخلف من بعده من هو خير منه في خدمة الإسلام والمسلمين، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها " وتألم كثيراً لفقده وحزن لفراقه ودمعت من ذلك عيناه.
وكانت تجمعه به -رحمهما الله- محبة عميقة، وصلة وثيقة، ورحم مبارك ألا وهو رحم العلم إذ روي عن السلف " أن العلم رحم بين أهله " وكان كل واحد منهم كثير الثناء على الآخر والإشادة بمناقبه وفضائله، قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: " إن الشيخ -أي الألباني- معروف لدينا بحسن العقيدة والسيرة ومواصلة الدعوة إلى الله سبحانه، مع ما يبذله من الجهود المشكورة في العناية بالحديث الشريف وبيان الحديث الصحيح من الضعيف والموضوع، وماكتبه في ذلك من الكتابات الواسعة، كله عمل مشكور ونافع للمسلمين، نسأل الله أن يضاعف مثوبته، ويعينه على مواصلة السير في هذا السبيل الطيب، وأن يكلل جهوده بالتوفيق والنجاح " ا. هـ.
وقد كان -رحمه الله- يتمتع بصفات جليلة وخصال كريمة، منها غيرته على السنة النبوية، وحرصه على نشرها، وتمسكه الشديد بها، وعنايته بالتوحيد وتعليمه ونشره، وتحذيره من الشرك والبدع، في همة عالية، ونشاط متواصل، وعطاء مستمر.
وقد كان له -رحمه الله- مؤلفات عظيمة وتحقيقات نافعة، تربو على المائة كانت ولاتزال محل اهتمام طلاب العلم وموضع عنايتهم، يكثرون من الرجوع إليها والإفادة منها، وكانت جهوده -رحمه الله- محل تقدير الجميع، ولذا قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية منحه الجائزة عام 1419 هـ وموضوعها " الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً وتخريجاً ودراسة " وتقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي الشريف.

الصفحة 228