كتاب كتاب مقالات الألباني

11 - محدث الشام ناصر الدين الألباني ... أي عالم افتقدناه؟ (¬1)
بقلم: إبراهيم باجس عبد المجيد

لم يكد قلمي يجف من الكتابة عن عالم الأمة وفقيدها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- حتى جاءني الخبر المفجع بوفاة شيخنا محدث الشام، بل محدث الأمة في العصر الحديث، العلامة محمد ناصر الدين الألباني، الذي وافاه أجله المحتوم قبيل المغرب من يوم السبت الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة لسنة عشرين وأربعمائة وألف للهجرة، الموافق لليوم الثاني من شهر تشرين الأول لسنة تسع وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد.
وكان حقاً خبراً مفجعاً، نقله لي أخي عبر الهاتف من الأردن. . . قد دفنا الآن الشيخ الألباني -رحمه الله- وما درى أنهم دفنوا علماً كثيراً وقلباً كبيراً، حمل هموم الأمة ما يزيد على نصف قرن من الزمان.
وإن كان المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قد تأثروا لموت هذا العالم الفذ، لأنهم فقدوا علماً كثيراً بموته، فأنا أشاطرهم مصابهم هذا، وأزيد عليهم أنني فقدت أيضاً جاراً عزيزاً على قلبي عرفته منذ ما يقارب العشرين عاماً، عندما حل ضيفاً على الأردن عند هجرته من بلاده في بداية الثمانينات من القرن الميلادي الحالي، وسكن بجوارنا منذ ذلك الحين، فعرفت فيه العالم العامل بعلمه، المطبق لما يدعو إليه، لا يخشى
¬__________
(¬1) "مجلة الدعوة" (1713/ 67).

الصفحة 230