كتاب كتاب مقالات الألباني

في الله أحداً، يقول الحق ولو أغضب الكثيرين، صغاراً كانوا أو كباراً. . . عرفت فيه الجار الودود .. المسالم لجيرانه. . . عرفته عن قرب بعد أن سمعت عنه الكثير، وكنت وإياه -رحمه الله- كما قال الأول:
كانت مساءلة الركبان تخبرني ... عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر
لما التقينا فلا والله ما سمعت ... أذني بأحسن مما قد رأى بصري
وكانت هجرة الشيخ -رحمه الله- إلى الأردن هي هجرته الثانية في حياته، أما الأولى فكانت في طفولته المبكرة، حيث هاجر مع أسرته من بلده ألبانيا، التي ولد في عاصمتها شقودرة سنة 1333 هـ الموافق لسنة 1914 م هاجر -رحمه الله- من تلك البلاد مع أسرته فراراً بدينهم من بطش الحكم الشيوعي الغاشم الذي اجتاح أوروبا الشرقية قادماً من روسيا البلشفية، فحل به مع أسرته المطاف في دمشق الشام، وهناك نشأ وترعرع.
وحبب إليه العلم، فدرس المرحلة الابتدائية في مدارس دمشق النظامية، ثم رأى والده الشيخ نوح نجاتي، وهو من كبار علماء الأحناف في بلاده، أن يخرجه من تلك المدارس، ويضع له برنامجاً لتلقي العلوم الشرعية واللغوية على مشايخ الشام البارزين في عصره، وهكذا كان.
ثم حبب للشيخ علم الحديث، وشجعه على ذلك مقالة قرأها للشيخ محمد رشيد رضا في مجلة المنار التي كان يصدرها في مصر، وكان موضوع المقالة حول محاسن كتاب إحياء علوم الدين للغزالي والمآخذ عليه وتخريج الحافظ زين الدين العراقي لأحاديث هذا الكتاب، وكانت هذه المقالة بداية الطريق الطويل في مشوار الشيخ مع علم الحديث، والذي انتهى منذ أيام قلائل.
ومنذ ذلك الحين انكب الشيخ -رحمه الله- على دراسة علم الحديث ومصطلحه وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وقضى في دراسة هذا

الصفحة 231