كتاب كتاب مقالات الألباني

خرجت من عنده وقد علتني دهشة دفعني فضولها إلى مواصلة لقائه والتعرف على ما عنده -رحمه الله- فإذا بي أقف على عالم متخصص، ومحاول عنيد، يحيي السنة، ويميت البدع، داعية إلى التوحيد الخالص، حرب على الشرك بأنواعه، تعلوه نضرة الحديث.
صحبت الرجل صحبة تخللها مواقف مشهودة كان أهمها:
شهوده زواجي من فتاة سورية اختارتها لي زوجته خديجة قادري، وشهد لي بمتابعة الدراسة العالية في جامعة أم القرى شهادة مكتوبة حفظت في ملفي الشخصي.
انقطعت لطلب العلم، ولم أنقطع عن الشيخ -رحمه الله- وفي أثناء ذلك وجدت الشيخ قد اصطدم بثلاث فئات من الناس:
الفئة الأولى: فئة العلماء الذين يقرون له بالفضل والسبق في العلم، حيث ناقشوه مناقشة العالم للعالم، لم يخرجهم خلافهم معه عن حسن الأدب للتقدير للشيخ -رحمه الله- كان منهم: الشيخ العلامة ابن باز -رحمه الله- والشيخ حماد الأنصاري، والشيخ عمر فلاتة، وغيرهم كثر.
الفئة الثانية: فئة المتسلقين من الأصاغر الذين وجدوا في كنف الشيخ -رحمه الله- ورعايته وتوجيهه مخرجاً مقنعاً لهم، وفجوة يعبرون من خلالها لتحقيق أحلامهم، وتعويض إخفاقهم على مقاعد الدراسة.
الفئة الثالثة: فرق الضلال وأهل الانحراف فقد أوجعوه تجديعاً، يحدوهم التعصب والهوى والتقليد الأعمى، فصال عليهم -رحمه الله- بحجته: قال الله، قال رسوله، فبدد شمل أدلتهم، وبين قصر فهمهم، وأعاد الراحلة إلى جادة الطريق.
استغل هؤلاء والحاسدون بعض كبوات الشيخ -رحمه الله- ظناً منهم أن الفارس قد هوى، وغاب عنهم أن اجتهاد العالم مأجور عليه غير

الصفحة 236