كتب الأستاذ الفاضل صديقنا الشيخ علي الطنطاوي مقالاً مسهباً تحت عنوان "مشكلة" نشره في عدد جمادى الأولى سنة 1375 من مجلة "المسلمون".
بدأ فيه فوصف أفراداً من المسلمين جعلهم أمثلة للذين يدَّعون الإسلام منهم ولا يعملون به، ثم تعرض لنقد طوائف نعتهم بـ «الدعاة إلى الله، الذين نرجوا بهم نصرة الإسلام، وإعادة أهله إليه».
فبدأ بنقد «من يرى الإسلام في اتباع مذهب من المذاهب الأربعة والوقوف عند ما أفتى به متأخرو فقهائه» ثم ثنى بالرد على «من يدعو إلى العودة إلى السنة» وأفاض هنا ما لم يفض في رده على غيرهم!
ثم ختم الشيخ مقاله بما خلاصته: «وهؤلاء الدعاة مختلفون أبداً، آخذ بعضهم بخناق بعض، يتناظرون أبداً ويتجادلون، يتقاذفون الردود، لا في مصر والشام والعراق وحدها، بل في بلاد الإسلام جميعاً. . . والإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- واحد، له مفهوم واحد، فعلام هذا الاختلاف؟. . .».
«وأنا لا أقول بتوحيد الأفهام ومنع الاختلاف، فما أظن أن هذا يكون {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة}، ولكن الذي أقوله هو وجوب الاتفاق على الأسلوب الذي ندعو به إلى الإسلام، والصورة التي نعرضها له على التلاميذ في المدارس، والعامة في المساجد، والأجانب في بلاد الغرب لنقول لهم هذا هو أساس الإسلام، وهذه أركانه، وهذا طريق
¬__________
(¬1) "مجلة المسلمون" (5/ 172 - 176، و 280 - 285، و 463 - 470، و 913 - 916).