كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له، وانه لا يرزق إلا هو، ولا يحيي ولا يميت إلا هو، ولا يدبر الأمر إلا هو، وأن جميع السماوات ومن فيهن، والأرضين السبع ومن فيهن؛ كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: "يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم كأنه يشير إلى قوله تعالى: (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين) {سورة النحل، الآية 123} . وقوله: "محض حق الله". أي خالص حقه.
(1) ... يقول -رحمه الله تعالى- إن هؤلاء المشركين الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرون بأن الله وحده هو الخالق، وأنه هو الذي خلق السماوات والأرض، وأنه هو الذي خلقهم، وأنه هو المدبر للأمور كما ذكر الله عنهم في آيات عديدة من القرآن الكريم قال الله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم) {سورة الزخرف، الآية: 9 {. وقوله تعالى} ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} [سورة الزخرف. آية 87] والآيات في هذا المعنى كثيرة، لكن هذا لا ينفعهم؛ لأن هذا إقرار بالربوبية فقط، ولا ينفع الإقرار بالربوبية حتى يكون معه الإقرار بالألوهية وعبادة الله وحده. واعلم أن الإقرار بالربوبية يستلزم الإقرار بالألوهية، وأن الإقرار بالألوهية متضمن الإقرار بالربوبية

أما الأول: فهو دليل ملزم أي أن الإقرار دليل ملزم لمن أقر به أن يقر بالألوهية لأنه إذا كان الله وحده هو الخالق وهو المدبر للأمور وهو الذي بيده ملكوت كل شيء فالواجب أن تكون العبادة له وحده لا لغيره.

الصفحة 22