كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون) {سورة المؤمنون، الآيات: 84-89} وغير ذلك من الآيات.
فإذا تحققت أنهم (1) مقرون بهذا (2) ولم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا: "الاعتقاد" (4) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
النبي صلى الله عليه وسلم يقرون بتوحيد الربوبية فإنهم يقرون بأن الأرض ومن فيها لله لا شريك له، ويقرون بأن الله هو الذي خلق السموات والأرض، وأنه رب العرش العظيم، ويقرون بأن بيده ملكوت كل شيء، وأنه هو الذي يجير ولا يجار عليه الصلاة والسلام، وكل هذا ملزم لهم بأن يعبدوا الله وحده ويفردوه بالعبادة، ولهذا جاء توبيخهم بصيغة الاستفهام في ختام كل آية من الآيات الثلاث.

والآيات الدالة على أن المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم يقرون بتوحيد الربوبية كثيرة.

(1) ... أي الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين
(2) ... يعني توحيد الربوبية وهو اعتقاد أن الله وحده هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور.

(3) ... أي أن إيمانهم بأن الله هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور لم يدخلهم في توحيد العبادة الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ولم يعصم دماءهم وأموالهم.

(4) ... أي إذا عرفت أن الذي أنكروه هو توحيد العبادة الذي يسميه كما قال الشيخ-رحمه الله - عز وجل - مشركوا زماننا "الاعتقاد" تبين لك أن هذا الذي

الصفحة 24