كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلاً ونهاراً، ثم منهم من يدعوا الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له، أو يدعو رجلاً صالحاً مثل: اللات، أو نبياً مثل عيسى (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أقروا به لا يكفي في التوحيد بل ولا يكفي في الإسلام كله فإن من لم يقر بتوحيد العبادة فإنه ليس بمسلم حتى ولو أقر بتوحيد الربوبية ولهذا قاتل النبي صلى الله عليه وسلم.

المشركين مع أنهم يقرون بتوحيد الربوبية كما تقدم.

(1) ... يعني أن هؤلاء المشركين في عبادة الله كانوا يدعون الله تعالى إذا اضطروا إلى ذلك، ومنهم من يدعوا الملائكة لقربهم من الله - عز وجل -، ويزعمون أن من قرب من الله سبحانه وتعالى فهو مستحق للعبادة وهذا من جهلهم فإن العبادة حق الله وحده لا يشركه فيها أحد.
وأن منهم من يدعو اللات، واللات بالتشديد أسم فاع من اللت، وأصله رجل كان يلت السويق للحجاج، أي جعل فيه السمن ويطعمه الحجاج فلما مات عكفوا على قبره ثم عبدوه، وأن منهم من يعبد المسيح عليه الصلاة والسلام السلام لكونه آية من آيات الله، وأن منهم من يعبد الأولياء لقربهم من الله سبحانه وتعالى، وكل هذا تزيين الشيطان لهم أعمالهم التي ضلوا بها عن الصراط المستقيم قال الله تعالى: (قل هل ننبئكم بالاخسرين أعم إلا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً) {سورة الكهف، الآيات: 103-105} .

الصفحة 25