كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

وعرفت (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاتلهم على هذا الشرك (2) ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده (3) كما قال الله تعالى: (فلا تدعو مع الله أحداً (وكما قال تعالى: (له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشي) (4) {سورة الرعد، الآية: 14}
وتحققت (5) أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قاتلهم ليكون
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ... هذه معطوفة على قوله "فإذا تحققت".

(2) ... أي الشرك في العبادة حيث كانوا يعبدون غير الله معه وليس المراد الشرك في الربوبية؛ لأن المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يؤمنون بان الله وحده هو الرب وأنه مجيب دعوة المضطرين وأنه هو الذي يكشف السوء إلى غير ذلك مما ذكر الله عنهم من إقرارهم بربوبية الله - عز وجل - وحده.

فالنبي صلى الله عليه وسلم قاتل هؤلاء المشركين الذين لم يقروا بتوحيد العبادة بل أستحل دماءهم وأموالهم وإن كانوا يقرون بأن الله وحده هو الخالق لأنهم لم يعبدوه ولم يخلصوا له العبادة.

(3) ... الإخلاص لله معناه: "أن يقصد المرء بعبادته التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والوصول إلى دار كرامته".

(4) ... يعني أن هذه الأصنام التي يدعونها من دون الله لا تستجيب لهم بشيء كما قال تعالى: (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) {سورة الأحقاف، الآية: 5} .

(5) ... قوله: "وتحققت" معطوف على قوله فإذا تحققت.

الصفحة 26