كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

وهذا التوحيد هو معنى قولك: "لا إله إلا الله" (1) فإن الإله عندهم هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور سواء كان ملكاً، أو نبياً أو ولياً، أو شجرة أو قبراً، أو جنياً لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك، وإنما يعنون
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الله عليه وسلم كانوا يقرون بتوحيد الربوبية ومع هذا إستباح النبي صلى الله عليه وسلم دماءهم وأموالهم على أنهم يعبدون الملائكة وغيرهم مما يعبدونهم من الأولياء والصالحين يريدون بذلك أن يقربوهم إلى الله وهي كما قال تعالى: (والذين إتخذوا من دونه أولياء ما تعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) {سورة الزمر، الآية: 3} فهم مقرون بأن اللهو هو المقصود ولكنهم يقصدون الملائكة وغيرهم ليقربوهم إلى الله ومع ذلك لم يدخلهم في التوحيد.

(1) ... قوله: وهذا التوحيد هو معنى قولك "لا إله إلا الله" أي أن

التوحيد هو الذي دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم هو معنى (لا إله إلا الله) أي: لا معبود حق إلا الله - عز وجل - فهم يعلمون أن معناها لا معبود حق إلا الله - عز وجل، وليس معناها لا خالق، أو لا رازق، أو لا مدبر إلا الله، أو لا قادر على الإختراع إلا الله كما يقوله كثير من المتكلمين فإن هذا المعنى لا ينكره المشركون ولا يردونه، وإنما يردون معنى "لا إله إلا الله" أي لا معبود حق إلا الله كما قال تعالى عنهم: (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب وإنطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا إختلاق (. {سورة ص، الآيات: 5-7} .

الصفحة 30