كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى الله كما كان يظن المشركون خصوصاً إن ألهمك الله تعالى ما قص عن قوم موسى مع صلاحهم وعلمهم أنهم أتوه قائلين: (أجعل لنا إلها كما لهم آلهة) {سورة الأعراف، الآية 138} . فحينئذ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وأمثاله (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله - تعالى-: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) {سورة الإسراء الآية: 15} . وقوله: (رسلاً مبشرين ومنرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل (. سورة النساء، الآية 165} .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين" (¬1)
والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً، وذلك الأدلة من الكتاب والسنة، والإعتبار، وأقوال أهل العلم.

(1) ... حينما حذر الشيخ -رحمه الله - عز وجل -من أمرين أحدهما خوف الإنسان على نفسه من أن يظن ما ظن هؤلاء في معنى التوحيد أنه هو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والتدبير بين -رحمه الله- أن الواجب على الإنسان أن يكون على خوف دائماً، ثم يذكر حال القوم الذين قالوا لموسى: (أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون) {سورة الأعراف، الآيتان: 138، 139} .

فبين لهم أن سؤالهم أن يجعل لهم آلهة كما كان هؤلاء لهم آلهة من الجهل فهذا يؤدي إلى خوف الإنسان على نفسه من أن يتيه في الضلالات والجهالات حيث يظن أن معنى "لا إله إلا الله" أي لا خالق ولا رازق ولا مدبر إلا الله - عز وجل -وهذا الذي قاله الشيخ-رحمه الله-وحذر منه وقع فيه عامة المتكلمين الذي تكلموا
¬_________
(¬1) البخاري / كتاب التوحيد / باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا شخص أغير من الله) ، ومسلم / كتاب اللعان.

الصفحة 46