كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

وإنما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح (1) .

وقد من الله تعالى علينا بكتابه الذي جعله: (تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) (2) {سورة النحل، الآية: 89}
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي أن الخوف من أعداء الأنبياء إنما هو على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح؛ لأنه ليس له علم يتسلح به فيخشى أن يجادله أحد من هؤلاء المشركين فتضيع حجته فيهلك، فلابد أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات ويفحم به الخصم؛ لأن المجادل يحتاج إلى أمرين:

الأول: إثبات دليل قوله.
الثاني: إبطال دليل خصمه.

ولا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفة ما هو عليه من الحق، وما عليه الصلاة والسلام خصمه من الباطل ليتمكن من دحض حجته.

(2) ... من الله علينا بكتابه العزيز الذي) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) {سورة فصلت، الآية: 42} وجعله سبحانه وتعالى تبايناً أي مبيناً لكل شيء يحتاجه الناس في معاشهم ومعادهم ثم إن تباين القرآن للأشياء ينقسم إلى قسمين: -

الأول: أن يبين الشيء بعينه مثل قوله تبارك وتعالى: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) {سورة المائدة، الآية: 3} وقوله تعالى: (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم التي أرضعنكم وأخواتكم من

الصفحة 52