كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

وقد صح (1) عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم".
مثال ذلك: إذا قال لك بعض المشركين: (إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ، {سورة يونس، الآية: 62} . وأن الشفاعة حق، وأن الأنبياء لهم جاه عند الله، أو ذكر كلاماً للنبي صلى الله عليه وسلم، يستدل به على شيء من باطله، وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره، فجاوبه بقولك: إن الله ذكر في كتابه أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون. . .) {سورة آل عمران، الآية: 7}
ولهذا تجد أهل الزيغ والعياذ بالله يأتون بالآيات المتشابهات ليلبسوا بها على باطلهم فيقولون مثلاً قال الله تعالى كذا وقال في موضع آخر كذا؟ فكيف يكون، وهذا مثل ما حصل لنافع ابن الأزرق مع ابن عباس رضي الله عنهما في مناظرته التي ذكرها السيوطي في الإتقان وربما يكون غيره ذكرها وهي مفيدة.

(1) ... قال الشيخ -رحمه الله- وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه. فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" (¬1) أستدل المؤلف -رحمه الله - عز وجل - بهذا الحديث على أن الرجل الذي يتبع المتشابه من القرآن أو من السنة وصار يلبس به على باطله فهؤلاء هم الذين سماهم الله ووصفهم بقوله: (فأما الذين في قلوبهم زيغ) {سورة آل عمران، الآية: 7} الآية ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالحذر منهم
¬_________
(¬1) البخاري / كتاب التفسير- سورة آل عمران، ومسلم / العلم / باب النهي عن أتباع متشابه القرآن

الصفحة 56