كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

وما ذكرت لي أيها المشرك من القرآن أو كلام النبي صلى الله عليه وسلم، لا أعرف معناه، ولكن أقطع أن كلام الله لا يتناقض وأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أشرك بالله في ألوهيته فهو مشرك وإن وحده في الربوبية.
(1) ... قوله -رحمه الله- "ما ذكرت أيها المشرك من كلام الله تعالى وكلام رسوله لا أعرف معناه، ولكني أعلم أن كلام الله لا يتناقض، وأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله" يريد بقوله: "لا أعرف معناه" أي لا أعرف معناه الذي أنت تدعيه، وإنني أنكره ولا اقر به، لأنني أعلم أن كلام الله لا يتناقض، وأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله، قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلافاً كثيراً) {سورة النساء، الآية: 82} ، وقال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) {سورة النحل، الآية: 89} ، وقال تعالى: (لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) {سورة النحل، الآية: 44} وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله، وكذلك كلام الله لا يناقض بعضه بعضاً، وقد أخبر سبحانه وتعالى أنه لا شريك له، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بين الإسلام على خمس: "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. . . . " (¬1) إلى آخر الحديث، وهذا كله يؤيد بعضه بعضاً، ويدل على أن الله تعالى ليس له شريك في الألوهية كما أنه ليس له شريك في الربوبية.
¬_________
(¬1) البخاري / الإيمان / باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس"، ومسلم /كتاب الإيمان/ باب بيان أركان الإسلام.

الصفحة 58