كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

فإن قال: أنا لا أشرك بالله شيئاً حاشا وكلا، ولكن الألتجاء إلى الصالحين ليس بشرك.
فقل له: إذا كنت تقر أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنا، وتقر أن الله لا يغفره، فما هذا الأمر الذي حرمه الله وذكر أنه لا يغفره؟ فإنه لا يدري (1) .
فقل له: كيف تبرئ نفسك (2) من الشرك وأنت لا تعرفه؟ أم كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر أنه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه، أتظن أن الله يحرمه ولا يبينه لنا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ... إذا قال هذا المشرك أنا لا أشرك بالله شيئاً والألتجاء إلى الصالحين ليس بشرك. فجوابه أن يقال له: ألست تقر أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنا، وان الله لا يغفره فما هذا الشرك؟ فإنه سوف لا يدري ولا يجيب بالصواب مادام يعتقد أن طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ليس بشرك فهو دليل على أنه لا يعرف الشرك الذي عظمه الله تعالى وقال فيه: (إن الشرك لظلم عظيم) {سورة لقمان، الآية: 13} .

(2) قوله: "فقل له كيف تبرئ نفسك. . . إلخ" يعني إذا برأ نفسه من الشرك بلجوئه إلى الصالحين فجوابه من وجهين:

الأول: أن يقال كيف تبرئ نفسك من الشك وأنت لا تعرفه، وهل الحكم على الشيء إلا بعد تصوره فحكمك براءة نفسك من الشرك وأنت لا تعلمه حكم بلا علم فيكون مردوداً.

الوجه الثاني: أن يقال لماذا؟ لا تسال عن الشرك الذي حرمه الله تعالى

الصفحة 72