كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

فإن قال: الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام، فقل له: ما معنى عبادة الأصنام؟ أتظن أنهم يعتقدون أن تلك الأخشاب والأحجار تخلق، وترزق، وتدبر أمر من دعاها؟ فهذا يكذبه القرآن (1) .
وإن قال (2) : هو من قصد خشية، أو حجراً، أو بنية على قبر أو غيره، يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون إنه يقربنا إلى الله زلفى، ويدفع الله عنا ببركته أو يعطينا ببركته.
فقل: صدقت وهذا هو فعلكم عند الأحجار والأبنية التي على القبور وغيرها، فهذا اقر أن فعلهم هذا هو عبادة الأصنام فهو المطلوب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أعظم من تحريم قتل النفس والزنا وأوجب لفاعله النار وحرم عليه الجنة أتظن أن الله حرمه على عباده ولم يبينه لهم حاشاه من ذلك.

(1) يعني إذا قال لك المشرك المشبه: الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام فأجبه بجوابين:

يعتقد أنها تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها فإن زعم ذلك فقد كذب القرآن.

(2) قوله: "وإن قال. . . إلخ هذا مقابل قولنا " إن زعم ذلك فقد كذب القرآن" يعني إن قال عبادة الأصنام أن يقصد خشبة أو حجراً أو بنية على قبر أو غيره يدعون ذلك ن ويذبحون له، ويقولون إنه يقربنا إلى الله زلفى قلنا: صدقت وهذا هو فعلك سواء بسواء وعليه فتكون مشركاً بإقرارك على نفسك وهذا هو المطلوب.

الصفحة 73