كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء، وأما في الضراء والشدة فلا يدعون إلا الله وحده لا شريك له وينسون سادتهم (1) . تبين له الفرق بين شرك أهل زماننا وشرك الأولين ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة هذه المسألة فهما راسخاً، والله المستعان (2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يبين رحمه الله أن المشركين في زمانه أشد شركاً من مشركي زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن مشركي زمانه يدعون غير الله في الرخاء وفي الشدة وأما المشركون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنهم يدعون الله ويدعون غيره في حال الرخاء، وأما في حال الشدة فلا يدعون إلا الله عز وجل، وهذا يدل على أن شرك المشركين في زمانه رحمه الله أعظم من شرك المشركين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2) قوله: "تبين له الفرق. . . إلخ" هذا جواب قوله: "فمن فهم هذه المسألة. . . إلخ" أي تبين له الفرق، بين له الفرق، بين مشركي زمانه رحمه الله والمشركين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن شرك الأولين أخف من شرك أهل زمانه، ولكن أين من يفهم قلبه ذلك، أكثر الناس في غفلة عن هذا وأكثر الناس يلبس عليهم الحق بالباطل فيظنون الباطل حقاً كما يظنون الحق باطلاً.

الصفحة 78