كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

فالجواب: -أنه لا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شيء وكذبه في شيء، أنه كافر لم يدخل في الإسلام، وكذلك إذا آمن ببعض القرآن بعضه كمن أقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة، أو أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاء، أو أقر بهذا كله وجحد الصوم، أو أقر بهذا كله وجحد الحج، ولما لم ينقذ أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، للحج أنزل الله في حقهم) ولله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) (1) {سورة آل عمران، الآية: 97} .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقول رحمه الله: إنهم إذا قالوا هذا، يعني أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. . . إلخ، يعني فكيف يكونون كفاراً؟ .
وجوابه أن يقال:
إن العلماء أجمعوا على أن من كفر ببعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكذب به، فهو كمن كذب بالجميع وكفر به ومن كفر بنبي من الأنبياء فهو كمن كفر بجميع الأنبياء لقول الله تعالى) إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقاً) {سورة النساء الآيتان: 150، 151} وقوله تعالى في بني إسرائيل) أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) {سورة البقرة، الآية 85} .

الصفحة 81