كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

ويقال أيضاً: الذين قال الله فيهم (1)) يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة كفر وكفروا بعد إسلامهم) {سورة التوبة الآية: 74} أما سمعت الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون، ويزكون، ويحجون، ويوحدون، وكذلك الذين قال الله فيهم: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن ولا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قوله: "ويقال أيضاً الذين قال الله فيهم) يحلفون بالله ما قالوا (. . . إلخ" هذا جواب سابع مضمونه واقعتان:

الأولى: أن الله تعالى حكم بكفر المنافقين الذين قالوا كلمة الكفر مع أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يصلون ويزكون ويحجون ويجاهدون ويوحدون.

الثانية: أنه حكم بكفر المنافقين الذين أستهزؤا بالله وآياته ورسوله وقالوا "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء" (¬1) يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء فأنزل الله فيهم) ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن ولا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم (. فحكم بكفرهم بعد إيمانهم مع أنهم ذكروا أنهم كانوا
¬_________
(¬1) ابن جرير الطبري جـ14 وابن كثير جـ2 ص 381.

الصفحة 88