كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

ومن الدليل على ذلك (1) أيضاً ما حكى الله عن بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم أنهم قالوا لموسى: (أجعل لنا آلهاً كما لهم إلهة) {سورة الأعراف، الآية: 138} وقول أناس من الصحابة: "أجعل لنا ذات أنواط" فحلف النبي صلى الله عليه وسلم، أن هذا نظير قول بني إسرائيل أجعل لنا إلهاً.

ولكن المشركين شبهة يدلون عند هذه القصة وهي أنهم يقولون: إن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك، وكذلك الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أجعل لنا ذات أنواط لم يكفروا.

فالجواب: أن نقول إن بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك، وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم، لم يفعلوا ذلك، ولا خلاف أن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا، وكذلك لا خلاف في أن الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا وهذا هو المطلوب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يستهزؤن ولم يقولوا ذلك على سبيل الجد وكانوا يصلون ويتصدقون، ثم ذكر المؤلف رحمه الله أن الجواب على هذه الشبهة من أنفع ما في هذه الأوراق.

(1) قوله: "ومن الدليل على ذلك" أي على أن الإنسان قد يقول أو يفعل ما هو كفر من حيث لا يشعر قول بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم لموسى عليه الصلاة والسلام:

الصفحة 89