كتاب شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

وتفيد أيضاً أن المسلم المجتهد (1) إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم.

وتفيد أنه لو لم يكفر (2) فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظاً شديداً كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وللمشركين شبهة أخرى (3) يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال " لا إله إلا الله"، وكذلك قوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا وأحاديث أخرى في الكف عمن قالها، ومراد هؤلاء الجهلة أن من قالها لا يكفر، ولا يقتل ولو فعل ما فعل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قوله: "وتفيد أيضاً أنه لو لم يكفر. . . إلخ" هذه هي الفائدة الثانية، أن المسلم إذا قال ما يقتضي الكفر جاهلاً بذلك ثم نبه فأنتبه وتاب في الحال فإن ذلك لا يضره لأنه معذور بجهله ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أما لو إستمر على ما علمه من الكفر فإنه يحكم بما تقتضيه حاله.

(2) قوله: "وتفيد أيضاً لو لم يكفر. . . إلخ" هذه هي الفائدة الثالثة، أن الإنسان وإن كان لا يدري عن الشيء إذا طلب ما يكون به الكفر فإنه يغلظ عليه تغليظاً شديداً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه "الله أكبر إنها السنن لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة" وهذا إنكار ظاهر.
(3) قوله: "وللمشركين شبهة أخرى. . . إلخ" يعني للمشركين المشبهين شبهة أخرى مع ما سبق من الشبهات وهي: أن النبي صلى الله عليه

الصفحة 91