18…صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المساجد، وهذا تحقيق لمعنى من معاني عمارة المساجد التي وردت في الآية الكريمة الآنفة الذكر، وإحياء لسنته صلى الله عليه وسلم لصلاته في مواضع معينة في أماكن متفرقة في المدينة. ثم عمارة البناء في ولاية عمر بن عبد العزيز إذ أنفذ أمرًا للخليفة الوليد بن عبد الملك بأن يبني كل المواضع التي ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى فيها لأهلها في المدينة المنورة، وتتبعها عمر بن عبد العزيز وبناها بالحجارة المنقوشة المطابقة، وهذا توفيق من الله إذ فتح الله بصيرته على إدراك معنى صلاة الرسول في مساجد المدينة، وفهم أنها لأهل المدينة ومن جاءهم في أحيائهم وأنها ستبقى كذلك على مر الزمان. ثم استمرت العناية والصيانة حتى جاءت الدولة العثمانية وكانت تهتم بعمارة المساجد وتعتني بها عناية فائقة وبخاصة الحرمين الشريفين، ومساجد المدينة التي بناها عمر بن عبد العزيز بعدما ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى فيها. وكانت العمارة العثمانية بالحجارة المطابقة والجص، ونشاهد اليوم بقاياها فيما لم تشمله العمارات السعودية المتعاقبة في هذا العهد الزاهر الذي نعيشه. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله حظيت المساجد باهتمام لا نظير له، ونالت مكة والمدينة جزاءًا كبيرًا من هذا الاهتمام لتطوير مشاعر الحج وأماكن الزيارة، وترتكز أعظم إنجازات خادم الحرمين الشريفين فيما وفّقه الله من توسعة وتطوير المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف. إن عمارة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي الشريف التي استُكملت حديثًا كانت بحق أعجوبة زمانها، في جمال العمارة، ورونق الزخرفة، ودقة…