كتاب رسائل في آثار المدينة النبوية

19…الهندسة، وروعة التصميم، وبراعة في اختيار الألوان، وصفاء الصورة، وأُبهة للنظر، مما يجعل الزائر يُمتَّع العين بالنظر إلى تصاميمه وتفاصيل عمارته ويتملّى ويطيل النظر فلا يمّل من رؤية الجمال البديع المتصل بمعين الحب المستقر في القلب لهذا المكان الطاهر، المسجد النبوي الشريف، الذي يستقي المؤمن فيه من شأبيب الرحمة، ويتنفس نفحات القرآن الكريم، ويصلي في الروضة، ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضي الله عنهما. إنك إذا أقبلت على المسجد النبوي الشريف يستقبلك الشوق إلى ما تحت القبة الخضراء، فلا تملك إلا أن تصلي على محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا وقفت على أطراف البلاط الأعظم، هذه الساحات الفسيحة، وسرّحتَ النظر، وأدرت الفكر وأنت تشاهد المسجد الشريف من الخارج، وترى مناراته العشر الشاهقة المتألقة، والقبة الخضراء فوق المثوى الشريف الطاهر، والقباب الأخرى الكثيرة، والاتساع الضخم، فكأنك تنظر إلى درة ضخمة مزخرفة على صرح ممرد من الرخام الأبيض، ما شاء الله، تبارك الرحمن. إذا دخلت المسجد النبوي أطمأنت نفسك، وسكن قلبك، وغشيتك السكينة، وأنشرح صدرك، وهانت الدنيا، وتعلقت نفسك بحب الله ورسوله واليوم الآخر. وقد اشتمل مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة وتطوير المسجد النبوي الشريف، وتطوير المنطقة المركزية على توسعة وتطوير كل من مسجد قباء، ومسجد الميقات، ومسجد القبلتين، مما يتناسب مع مكانتها لدى المسلمين. إن هذا البحث يشتمل على مقدمة وفصلين وخاتمة وذلك كما يلي: الفصل الأول: المساجد التي قيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بها. المبحث الأول: عدد المساجد قديمًا وما بقي منها إلى اليوم.…

الصفحة 19