9…الله عنه، واشترى نصفها بعد ذلك إسماعيل بن الوليد بن هشام بن إسماعيل وابتنى عليها قصره الذي بالحرّة مقابل حوض ابن هشام، وفي الأثر أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج حتى أتى بئر الإهاب فقال: (يوشك أن يأتي البنيان هذا المكان)، وفي صحيح مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (تبلغ المساكن إهاب أو إياب). وبئر إهاب ليست هي بئر زمزم كما يزعم بعض المؤرخين لأن مساكن المدينة زمن النبي صلى الله عليه وسلم قد تجاوزت هذا المكان)، وفي صحيح مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تجاوزت ذلك المكان، مثل منازل بني دينار، ومنازل بني سلمة، ومنازل بني حرام جنوب غرب جبل سلع، وغيرهم. وأما بئر عروة بن الزبير رضي الله عنهما في وادي العقيق، فهي لا زالت موجودة وهي الآن مهجورة ملاصقة لجسر طريق عروة بجانب سد عروة، وكان ماؤها عذبًا فراتًا بلغت شهرته الآفاق. ومن معالم الميدنة المنورة حدود حرم المدينة المنورة وحماها، والمواضع التي ذكرت في حدود الحرم هي: (ما بين لابتيها) أي الحرة الغربية (الوبرة) وحرة واقم (الحرة الشرقية)، وما بين عير إلى ثور، وفي حديث آخر (ما بين مأزميها) أي جبليها، وأما حدود الحمى فقد ذكرت فيها عدة مواضع جغرافية، تبعد عن المدينة بمقدار اثنى عشر ميلاً في كل اتجاه. وهي أشراف تيم، ووعيرة، وثنية المحدث (الحفيا)، وأشراف مخيط القبة (غير معلوم العين)، وأشراف ضبوعة، والمشيرب، وأشراف مخيط ومضرب القبة (غير معلوم العين)، وأشراف ضبوعة، والمشيرب، وأشراف ذات الجيش (مفرحات). ونظرًا لسرعة النمو العمراني والتغيير والتحديث والتوسع في المدينة، الذي قد يخفي تحته تضاريس جغرافية بكاملها، مثل الحرة الشرقية والحرة الغربية، فقد تصبح أثرًا بعد عين، وخبرًا لظهور بعض الكتابات المعاصرة والتي تتحدث عن حدود المدينة المنورة، وقد وردت فيها أخطاء بسبب جهل العاملين فيها بالأحاديث والتاريخ والجغرافيا، لهذا كان لا بد من…