كتاب المعلم بشيوخ البخاري ومسلم

الله عليهم بالشافعي حتى بين المجمل من المفسر، والخاص من العام، والناسخ من المنسوخ ولولا هو لهلك الناس، ومن الله عليهم بأحمد بن حنبل حين صبر في المحنة والضرب، فنظر غيره إليه فصبر، ولم يقولوا بخلق القرآن، ولولا هو لهلك الناس، ومن الله عليهم بيحيى بن معين حتى بين الضعفاء من الثقات، ولولا هو لهلك الناس، ومن الله عليهم بأبي عبيد حتى فسر غريب حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولولا هو لهلك الناس.
وقال أبو القاسم الللكائي: أنا عبد الرحمن بن عمر: ثنا محمد بن إسماعيل: ثنا بكر بن سهل: ثنا عبد الخالق بن منصور قال: سمعت بن الرومي يقول: كنت عند أحمد فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، انظر في هذه الأحاديث فإن فيها خطئًا، قال: عليك بأبي زكريا فإنه يعرف الخطأ.
قلت لابن الرومي: حدثني أبو عمرو أنه سمع أحمد بن حنبل يقول: السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور فقال: ما تعجب من هذا، كنت أختلف أنا وأحمد إلى يعقوب بن إبراهيم في المغازي ونحن بالبصرة، فقال أحمد: ليت أن يحيى ها هنا، قلت: وما تصنع به؟ قالت: يعرف الخطأ.
قلت لابن الرومي: سمعت بعض أصحاب الحديث يحدث بأحاديث حدثني من لم تطلع الشمس على أكبر منه فقال: وما يعجب سمعت علي بن المديني يقول: ما رأيت في الناس مثله.
وقلت لابن الرومي: سمعت أبا سعيد الحداد يقول: الناس كلهم عيال علي يحيى، فقال: صدق ما في الدنيا أحد مثله، سبق الناس إلى هذا الباب الذي هو فيه، لم يسبقه إليه أحد، وأما من يجيء بعد يحيى فلا أدري كيف يكون.
وسمعت ابن الرومي يقول: ما رأيت أحدًا قط يقول الحق في المشايخ غير يحيى، وغيره كان يتحامل بالقول.
وذكر أبو حاتم محمد بن حبان البستي قال: سمعت الحسن بن عثمان بن زياد يقول: سمعت ابا زرعة الرازي يقول: سمعت علي بن المديني يقول: وقال أبو أحمد بن عدي: أنا الحسن بن عثمان التستري قال: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: سمعت علي بن المديني يقول: دار حديث الثقات علي ستة: رجلان بالبصرة، ورجلان بالكوفة، ورجلان بالحجاز، فأما اللذان بالبصرة: فقتادة ويحيى بن أبي

الصفحة 578