كتاب المعلم بشيوخ البخاري ومسلم
قال: لأنه محدود، قلت: أليس هو في سماعه ثقة؟ قال: بلى فقلت (لمصعب الزبيري): إن يحيى بن معين يقول في ابن كاسب أن حديثه لا يجوز لأنه محدود، قال: بئس ما قال، إنها حدة (الطالبيون في التحامل)، وليس حدد الطالبيين عندنا بشيء لجورهم، وابن كاسب ثقة مأمون صاحب حديث، أبوه مولى للخيزران، وكان من أمناء القضاة زمانا (وهذا من).
وقال أبو ذر الهروي: أنا موسى بن محمد: ثنا عبد الله بن إسحاق المدائني قال: سمعت مضربن محمد يقول: سألت يحيى بن معين عن يعقوب بن كاسب فقال ثقة.
وقال أبو أحمد بن عدي: وكتابي بخطي عن عبد الله بن إسحاق المدائني: ثنا مضر بن محمد: سألت يحيى بن معين، عن يعقوب بن حميد بن كاسب فقال: ثقة.
قال ابن عدي: سمعت القاسم بن عبد الله بن مهدي يقول: قلت لأبي مصعب الزهري حين أردت فراقه أن يوصيني بمكة وعمن أكتب بها، قال: عليك بشيخنا أبي يوسف يعقوب بن حميد بن كاسب.
قال ابن عدي: ويعقوب بن حميد بن كاسب لا بأس به وبروايته، وهو كثير الحديث، كثير الغرائب، وكتبت مسنده عن القاسم بن مهدي لأنه لزمه لوصية أبي مصعب إياه أن يكتب عنه بمكة فكتب عنه المسند، وفيه من الغرائب والنسخ والأحاديث العزيزة، وشيوخ من أهل المدينة يروي عنهم ابن كاسب، ولا يروي غيره عنهم، ومسند ابن كاسب صنفه على الأبواب، وإذا نظرت إلى مسنده علمت أنه جماع للحديث صاحب حديث.
وقال الصدفي: سمعت ابن أحمد يقول: سمعت ابن وضاح يقول: ما رأيت بالحجاز أعلم بقول أهل المدينة من ابن كاسب، وقال فيه سحنون: كان حافظًا.
الصفحة 606
638