كتاب البيان في عد آي القرآن

وَمن عد ( {مِمَّا تحبون} ) فلمشاكلته مَا قبله وَكَونه كلَاما تَاما وَمن لم يعده فلاتصاله بِمَا بعده من جِهَة المخاطبة وَكَونه كلَاما وَاحِدًا ولانعقاد الْإِجْمَاع على ترك عد الْحَرْف الثَّانِي وَهُوَ قَوْله ( {من بعد مَا أَرَاكُم مَا تحبون} )
وَمن عد فِي النِّسَاء ( {أَن تضلوا السَّبِيل} ) فلإجماعهم على عد نَظِيره فِي الْفرْقَان وَهُوَ قَوْله ( {أم هم ضلوا السَّبِيل} ) وَمن لم يعده فلمخالفته مَا قبله وَمَا بعده من الفواصل
وَكَذَا من عد فِي الشورى ( {كالأعلام} ) فللإجماع على عد نَظِيره فِي الرَّحْمَن وَمن لم يعده فلمخالفته مَا قبله وَمَا بعده
وَكَذَا من عد ( {وَالطور} ) و ( {الرَّحْمَن} ) و ( {الحاقة} ) و ( {القارعة} ) و ( {وَالْعصر} ) رُؤُوس آي فلمشاكلتها مَا بعْدهَا من رُؤُوس آي تِلْكَ السُّور ولإجماعهم لأجل ذَلِك على عد ( {وَالْفَجْر} ) و ( {وَالضُّحَى} ) وَمن لم يعدها فلمخالفتها مَا بعْدهَا من الفواصل فِي الْقدر والطول
وَكَذَا من عد فِي الْأَعْرَاف ( {كَمَا بَدَأَكُمْ تعودُونَ} ) فلكونه كلَاما تَاما وَكَون انتصاب قَوْله ( {فريقا} ) ب ( {هدى} ) لَا بِهِ وَالتَّقْدِير هدى فريقا وأضل فريقا وَمن لم يعده فلتعلقه بِمَا بعده من حَيْثُ كَانَ ناصبا لَهُ وَالتَّقْدِير تعودُونَ فريقين أَي تعودُونَ على حَال الْهِدَايَة والضلالة
وَكَذَا من عد الْكَهْف ( {إِلَّا قَلِيل} ) فلكونه كلَاما مُسْتقِلّا وَمن لم يعده فلمخالفته مَا قبله وَمَا بعده من رُؤُوس الْآي

الصفحة 117