كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل (اسم الجزء: 4)

الْآيَة فَهَذَا عُمُوم لكل مُسلم بِنَصّ الْآيَة فِي كل مَكَان وكل زمَان وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق ثمَّ كتاب الْإِمَامَة والمفاضلة بِحَمْد الله تَعَالَى وشكره
ذكر العظائم المخرجة إِلَى الْكفْر
والمحال من أَقْوَال أهل الْبدع الْمُعْتَزلَة والخوارج والمرجئة والشيع.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد قد كتبنَا فِي ديواننا هَذَا من فضائح الْملَل الْمُخَالفَة لدين الْإِسْلَام الَّذِي فِي كتبهمْ من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس مَالا بَقِيَّة لَهُم بعْدهَا وَلَا يمتري أحد وقف عَلَيْهَا إِنَّهُم فِي ضلال وباطل ونكتب إِن شَاءَ الله تَعَالَى على هَذِه الْفرق الْأَرْبَع من فواحش أَقْوَالهم مَا لَا يخفى على أحد قراه إِنَّهُم فِي ضلال وباطل ليَكُون ذَلِك زاجراً لمن أَرَادَ الله توفيقه عَن مضامتهم واما التَّمَادِي فيهم وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وليعلم من قَرَأَ كتَابنَا هَذَا أننا لَا نستحل مَا يستحله من لَا خير فِيهِ من تقويل أحد مالم يقلهُ نصا وَإِن آل قَوْله إِلَيْهِ إِذْ قد لَا يلْزم مَا ينتجه قَوْله فيتناقض فاعلموا أَن تقويل الْقَائِل كَافِرًا كَانَ أَو مبتدعاً أَو مخطئاً مَالا يَقُوله نصا كذب عَلَيْهِ وَلَا يحل الْكَذِب على أحد لَكِن رُبمَا دلسوا الْمَعْنى الْفَاحِش بِلَفْظ ملتبس ليسهلوه على أهل الْجَهْل وَيحسن النّظر بهم من أتباعهم وليبعد فهم تِلْكَ الْعَظِيمَة على الْعَامَّة من مخالفتهم كَقَوْل طوائف من أهل الْبِدْعَة والضلالة لَا يُوصف الله تَعَالَى بِالْقُدْرَةِ على الْمحَال وَلَا على الظُّلم وَلَا على الْكَذِب ولاعلى غير مَا علم أَنه يكون فأخفوا أعظم الْكفْر فِي هَذِه الْقَضِيَّة لما ذكرنَا من تأنيس الأغمار من أتباعهم وتسكين الدهماء من مخالفيهم فِرَارًا عَن كشف معتقدهم صراحاً الَّذِي هُوَ أَنه تَعَالَى لَا يقدر على الظُّلم وَلَا لَهُ قُوَّة على الْكَذِب وَلَا بِهِ طَاقَة على الْمحَال وَلَا بُد لنا من إِيضَاح مَا موهوه هَكَذَا وإيراده بأظهر عباراته كشفا لتمويهم تقربا إِلَى الله تَعَالَى بهتك أستارهم كشف أسرارهم وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل
ذكر شنع الشِّيعَة
قَالَ أَب وَمُحَمّد أهل الشنع من هَذِه الْفرْقَة ثَلَاث طوائف أَولهَا الجارودية من الزيدية ثمَّ الإمامية من الرافضة ثمَّ الغالية فَأَما الجارودية فَإِن طَائِفَة مِنْهُم قَالَت أَن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن بن الْحُسَيْن ابْن عَليّ بن أبي طَالب الْقَائِم بِالْمَدِينَةِ على أبي جَعْفَر الْمَنْصُور فَوجه إِلَيْهِ الْمَنْصُور عِيسَى بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس فَقتل مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن رَحمَه الله فَقَالَت هَذِه الطَّائِفَة أَن مُحَمَّد الْمَذْكُور حَيّ لم يقتل وَلَا مَاتَ وَلَا يَمُوت حَتَّى يمْلَأ الأَرْض عدلا كَمَا ملئت جوراً وَقَالَت طَائِفَة أُخْرَى مِنْهُم أَنه يحيى بن عمر بن يحيى بن الْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْقَائِم بِالْكُوفَةِ أَيَّام المستعين فَوجه إِلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر ابْن الْحُسَيْن بِأَمْر المستعين ابْن عَمه الْحسن بن إِسْمَاعِيل ابْن الْحُسَيْن وَهُوَ ابْن أخي طَاهِر بن الْحُسَيْن فَقتل يحيى بن عمر رَحمَه الله فَقَالَت الطَّائِفَة الْمَذْكُورَة أَن يحيى بن عمر هَذَا حَيّ لم يقتل وَلَا مَاتَ وَلَا يَمُوت حَتَّى يملأالأرض عدلا كَمَا ملئت جورا وَقَالَت طَائِفَة مِنْهُم أَن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْقَائِم بالطالقان أَيَّام المعتصم حَيّ لم يمت وَلَا قتل وَلَا يَمُوت حَتَّى يمْلَأ الأَرْض عدلا كَمَا ملئت جورا وَقَالَت الكيسانية وهم أَصْحَاب الْمُخْتَار بن أبي عبيد وهم عندنَا شيعَة من الزيدية فِي سبيلهم أَن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب وَهُوَ ابْن الْحَنَفِيَّة حَيّ بجبال رضوي عَن يَمِينه أَسد وَعَن يسَاره نمر تحدثه الْمَلَائِكَة يَأْتِيهِ رزقه غدواً وعشياً لم يمت وَلَا يَمُوت حَتَّى يمْلَأ

الصفحة 137