كتاب رسالة المباحث المرضية

للشَّخْص الْعَاقِل وضمنت معنى الشَّرْط كَمَا قدمنَا فَإِذا قيل من يقم أقِم مَعَه كَانَ من يقم مَعَ قطع النّظر عَمَّا ضمنته من من معنى الشَّرْط بِمَنْزِلَة قَوْلك شخص عَاقل يقوم وَهَذَا لَا شكّ فِي تَمَامه فَلَمَّا ضمن معنى الشَّرْط توقف مَعْنَاهُ على ذَلِك الْجَواب فَمن هُنَا جَاءَ النَّقْص لَا من جِهَة الْمَعْنى الإسنادي
ويوضح أَنا نعلم أَن الْكَلَام يتألف من الْمسند والمسند إِلَيْهِ فَإِذا قيل قَامَ زيد كَانَ مُشْتَمِلًا على الْمسند والمسند إِلَيْهِ جَمِيعًا وَكَذَلِكَ يشْهد لما تقدم ذكره من أَن الْخَبَر هُوَ فعل الشَّرْط لَا فعل الْجَواب وَلَا تفْتَقر صِحَة الْكَلَام إِلَى ضمير يرجع من الْجَواب إِلَى الشَّرْط الحَدِيث الَّذِي أخرجه الإِمَام أَحْمد من ملك ذَا رحم محرم فَهُوَ حر فَإِن الضَّمِير من قَوْله هُوَ حر إِنَّمَا يعود على الْمَمْلُوك لَا إِلَى من الْوَاقِعَة على الْمَالِك
رَأْي السُّيُوطِيّ 911 هـ
ذكر السُّيُوطِيّ مَسْأَلَة فِي إِعْرَاب أَسمَاء الشَّرْط وَأَسْمَاء الِاسْتِفْهَام فِي كِتَابه همع الهوامع 2 / 64 قَالَ فِيهَا إِن اسْم الشَّرْط من فِي نَحْو من يقم أقِم مَعَه مُبْتَدأ خَبره فعل الشَّرْط وَفِيه ضميرها وَقيل هُوَ وَالْجَوَاب مَعًا لِأَن الْكَلَام لَا يتم إِلَّا بِالْجَوَابِ فَكَانَ دَاخِلا فِي الْخَبَر ورد بِأَنَّهُ أَجْنَبِي من الْمُبْتَدَأ
رَأْي الصبان 1209 هـ
قَالَ الصبان فِي حَاشِيَته على شرح الأشموني لألفية ابْن مَالك 3 / 50 إِن وَقع بعد اسْم الشَّرْط فعل لَازم نَحْو من يقم أقِم مَعَه فَهُوَ مُبْتَدأ خَبره فعل الشَّرْط لِأَن قَوْلك من يقم لَو خلا عَن معنى الشَّرْط بِمَنْزِلَة قَوْلك كل من النَّاس يقوم ثمَّ قَالَ وَقيل هُوَ وَالْجَوَاب لِأَن الْكَلَام لَا يتم إِلَّا بِالْجَوَابِ فَكَانَ دَاخِلا فِي الْخَبَر وَقيل الْجَواب لِأَن

الصفحة 45