كتاب رسالة المباحث المرضية

رَأْي سعيد الأفغاني
قَالَ فِي كِتَابه مذكرات فِي قَوَاعِد اللُّغَة الْعَرَبيَّة ص 43 وَهُوَ يتحدث عَن من مَا مهما وتعرب مَفْعُولا بهَا إِن كَانَ فعل الشَّرْط مُتَعَدِّيا لم يسْتَوْف مفعولاته وَإِلَّا أعربت مُبْتَدأ خَبره جملَة جَوَاب الشَّرْط
وَقَالَ فِي الْحَاشِيَة جُمْهُور النُّحَاة على غير هَذَا فأكثرهم يَجْعَل جملَة فعل الشَّرْط هِيَ الْخَبَر وَبَعْضهمْ يَجْعَل الشَّرْط وجزاءه هُوَ الْخَبَر لَكِن الْمَعْنى وَهُوَ الْمُحكم فِي كل خلاف ينصر مَا أَثْبَتْنَاهُ لِأَنَّك إِذا حولت صِيغَة الْجُمْلَة الشّرطِيَّة من يُسَافر يبتهج إِلَى جملَة اسمية قلت الْمُسَافِر مبتهج وَمَا اسْم الشَّرْط هُنَا إِلَّا اسْم مَوْصُول أضيف إِلَيْهِ معنى الشَّرْط ففك صلته بِفِعْلِهِ لفظا لَا معنى 3 - خُلَاصَة ومناقشة
خُلَاصَة مَا يتَحَصَّل مِمَّا عرضناه من أَقْوَال النُّحَاة وَمِمَّا لم نعرضه من أَقْوَال مشابهة أَنه إِذا وَقع اسْم الشَّرْط مُبْتَدأ فَفِي خَبره عِنْدهم ثَلَاثَة آراء
أَحدهَا أَن جملتي الشَّرْط وَالْجَوَاب مَعًا هما الْخَبَر
ثَانِيهَا أَن جملَة الْجَواب هِيَ الْخَبَر
ثَالِثهَا أَن جملَة الشَّرْط هِيَ الْخَبَر
وَلَا شكّ أَن لكل من هَذِه الآراء حجَّته وَدَلِيله وَنحن لن نبادر إِلَى مناقشة هَذِه الآراء لأننا لن نصل فِي موضوعها إِلَى رَأْي وَاضح نجزم بِهِ إِلَّا إِذا عرفنَا سَبَب الْخلاف الَّذِي أدّى بهم إِلَى تبَاين الآراء وَاخْتِلَاف النتائج
وَسبب الْخلاف فِيمَا نرى هُوَ اخْتِلَاف منطلقاتهم وتباين آرائهم

الصفحة 48