كتاب رسالة المباحث المرضية

وَاحِدَة وَمن مِنْهُم لَا يرى فِيهِ جملتين هما الْجُمْلَة الابتدائية جَاءَ الَّذِي وَجُمْلَة الصِّلَة قَرَأَ الصَّحِيفَة
وَقس على هَذَا كل الْجمل الَّتِي يكون الِاسْم الْمَوْصُول فِيهَا فَاعِلا أَو خَبرا وَهِي جمل لَا تتمّ بهَا الْفَائِدَة إِلَّا إِذا أتبعت بجمل أُخْرَى هِيَ صلَاتهَا وهم يسمونها جملا
وَكَذَلِكَ الْأَمر فِي الْجُمْلَة الْوَاقِعَة صفة لخَبر نكرَة فِي مثل قَوْلنَا أَنا رجل أحب الْعلم وَنحن قوم نحب الْخَيْر أَلَيْسَ قَوْلنَا مؤلفا من جملتين وَأي فَائِدَة فِي الْجُمْلَة الأولى أَنا رجل وَنحن قوم وَإِذا أفادت إِحْدَى هَاتين الجملتين معنى مَا هُوَ أقرب إِلَى اللَّغْو مِنْهُ إِلَى الْكَلَام الْمُفِيد فَهَل هُوَ الْمَعْنى المُرَاد وَهل يكتمل معنى الْخَبَر إِلَّا بِصفتِهِ الَّتِي هِيَ الْجُمْلَة الثَّانِيَة أحب الْعلم ونحب الْخَيْر
فِي ضوء هَذَا الْفَهم لِمَعْنى الْكَلَام وَالْجُمْلَة نَنْظُر فِي آراء النَّحْوِيين السالفة فنرى 1 - أَن القَوْل الأول وَهُوَ أَن جملتي الشَّرْط وَالْجَوَاب مَعًا هما الْخَبَر قَول عَجِيب لِأَنَّهُ يَجْعَل من الجملتين جملَة وَاحِدَة وَهُوَ مُنَاقض لما اصْطلحَ جمهورهم عَلَيْهِ من كَون الْجُمْلَة مُسْندًا وَمُسْندًا إِلَيْهِ ثمَّ هُوَ مُنَاقض لأصولهم فِي أَن الْجُمْلَة ذَات الْمحل يجب أَن تكون صَالِحَة لإحلال الْمُفْرد محلهَا واي مُفْرد يصلح مَكَان الشَّرْط وَجَوَابه فِي وَقت وَاحِد
إننا إِذا قُلْنَا إِن قَوْله تَعَالَى {وَمن يقترف حَسَنَة نزد لَهُ فِيهَا حسنا} تَقْدِيره المقترف الْحَسَنَة مزِيد لَهُ فِيهَا وَإِن قَوْلنَا من يجْتَهد ينجح تَقْدِيره الْمُجْتَهد ناجح وَنحن لَا نرى هَذَا التَّقْدِير

الصفحة 53