كتاب آكام المرجان فى ذكر المدائن المشهورة فى كل مكان

فصل الشتاء بمدينة طليطلة وهي دار «31» مملكته. وكان في أيام الصيام بأشبيلية لأجل الحوت. إذ اللحم محرم عليهم في صيامهم.
وكان في أيام الربيع بمدينة ماردة لكثرة الصيد بها والسمن والعسل.
وكان بقرطبة في أيام العنصرة للفواكه والأشربة.
فلما دخل اشبيلية [بعد حصارها أشهرا] «32» فضامها على نفسها فعزّ ذلك على أهل مملكته، فخرج العامل على الجزيرة وعمّر هناك.
وأتى موسى بن نصير وأعلنه بخبر الأندلس وطيبها وأمره بالنهوض إليها لمحاربتها «33» ، فلم يعزم على ذلك حتى نهض إلى الوليد، وأعلمه بذلك، فمنعه الوليد وقال: ثغور المسلمين في البحر. فقال: يا أمير المؤمنين، أنا أرسل بجندي طارقا مع البرابرة، فإن أصابوا فلنا، وإن أصيبوا فليس علينا، فكأنهم أعداء، فأمره بالنهوض على ذلك.
فلما عبر طارق البحر، خرج إلى الجبل المنسوب إليه، ثم قدم السودان للحرب. فلما رأى القوطيون صورا هائلة

الصفحة 110