كتاب الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا

66 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ: حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مُبْتَلًى مِنْ هَؤُلَاءِ الزَّمْنَى يَقُولُ: «§وَعِزَّتِكَ لَوْ أَمَرْتَ الْهَوَامَّ فَقَسَمَتْنِي مَضْغًا مَا ازْدَدْتُ لَكَ بِتَوْفِيقِكَ إِلَّا صَبْرًا وَعَنْكَ بِمَنِّكَ وَحَمْدِكَ إِلَّا رِضًا» قَالَ خَلَفٌ: وَكَانَ الْجُذَامُ قَدْ قَطَعَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَعَامَّةَ بَدَنِهِ
67 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ: حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ وَكَانَ قَدْ قَارَبَ الْمِائَةَ قَالَ: §وَعَظَ عَابِدٌ جَبَّارًا فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ وَحُمِلَ إِلَى مُتَعَبَّدِهِ فَجَاءَ إِخْوَانُهُ يُعَزُّونَهُ فَقَالَ: " لَا تُعَزُّونِي وَلَكِنْ هَنِّئُونِي بِمَا سَاقَ اللَّهُ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ: إِلَهِي أَصْبَحْتُ فِي مَنْزِلَةِ الرَّغَائِبِ أَنْظُرُ إِلَى الْعَجَائِبِ، إِلَهِي أَنْتَ تَوَدَّدُ بِنِعْمَتِكَ إِلَى مَنْ يُؤْذِيكَ، فَكَيْفَ تَوَدُّدُنِي إِلَى مَنْ يُؤْذَى فِيكَ؟ "
§مِنْ صُوَرِ أَهْلِ الرِّضَا الطَّيِّبَةِ

الصفحة 90