كتاب اعتقاد الأئمة الأربعة

محجوبين ينظرون إليه لا يضامون في رؤيته» (¬1).
8 - وأخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان قال: «حضرت محمد بن إدريس الشافعي جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} قال الشافعي: فلما حجبوا هؤلاء في السخط كان هذا دليلاً على أنهم يرونه في الرضا قال الربيع: قلت: يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال: نعم به أدين الله» (¬2).
9 - وأخرج ابن عبد البر عن الجارودي (¬3) قال: «ذكر عند الشافعي إبراهيم بن إسماعيل ابن علية (¬4) فقال: أنا مخالف له في كل شيء وفي قول لا إله إلا الله لست أقول كما يقول،
¬_________
(¬1) الانتقاء ص79.
(¬2) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (2/ 506).
(¬3) لعله موسى بن أبي الجارود قال عنه النووي: «أحد أصحاب الشافعي والآخذين عنه والرواة عنه»، وقال ابن هبة الله: «كان يفتي بمكة على مذهب الشافعي ولا يعلم تاريخ وفاته»، تهذيب الأسماء واللغات (2/ 120)، وطبقات الشافعي لابن هداية الله ص29.
(¬4) هو إبراهيم بن إسماعيل ابن علية قال عنه الذهبي: «جهمي هالك كان يناظر ويقول بخلق القرآن مات سنة 218هـ»، ميزان الاعتدال (1/ 20)، وانظر ترجمته في لسان الميزان (1/ 34، 35).

الصفحة 43