كتاب البخلاء للخطيب البغدادي

قَالَ: وأتى خالد بْن صفوان رجل يسأله، فأعطاه درهما، فقال له: سبحان اللَّه! يا صفوان! أسألك فتعطيني درهما؟ فقال له خالد: يا أحمق! أما تعلم أن الدرهم عشر العشرة، والعشرة عشر المئة، والمئة عشر الألف، والأف عشر عشرة الآلاف، ألا ترى كيف ارتفع الدرهم إلى دية المسلم؟ ! واللَّه! ما تطيب نفسي بدرهم أنفقه إلا درهما قرعت به باب الجنة، أو درهما أشتري به موزا فآكله "
303 - قَالَ عمر: وحدثني عبد الرحمن بْن حبيب الحارثي، قَالَ: أنبأنا مُحَمَّد بْن سلام الجمحي، قَالَ: قَالَ يزيد بْن عمير لبنيه: " يا بني، اعلموا أنه يكون عند أحدكم مئة ألف أعظم له من صدور بني تميم، وأعظم شرفا من أن يقسمها فيهم، ولأن يقال لأحدكم: شحيح، وهو غني، خير من أن يقال: سخي، وهو قد افتقر، ولأن يقال لأحدكم: جبان، وهو حي، خير من أن يقال: شجاع، وقد قتل، وتعلموا الرد، فواللَّه لهو أشد من الإعطاء "
304 - أخبرنا أبو الحسن علي بْن القاسم بْن الحسن الشاهد بالبصرة، قَالَ أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، قَالَ: أنبأنا أبو العيناء مُحَمَّد بْن القاسم، قَالَ: قَالَ الفضل بْن سهل: " رأيت جملة البخل سوء الظن باللَّه عز وجل، وجمل السخاء حسن الظن باللَّه عز وجل، قَالَ اللَّه تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} [البقرة: 268] .
وقال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] "
305 - أنشدنا أبو القاسم علي بْن الحسن العلوي الموصلي

الصفحة 218