كتاب رسائل المقريزي
هذا الاسم قريش الظواهر، لأن قوله صلى الله عليه وسلّم: «الأئمة من قريش» «1» واقع على كل قرشى، ومع ذلك فأسباب الخلافة معروفة وما يدّعيه كل جيل معلوم، وإلى كل ذلك قد ذهبت الناس، فمنهم من ادعاها لعلى بن أبى طالب، رضى الله عنه، باجتماع القرابة والسابقة والوصية بزعمهم، فإن كان الأمر ذلك، فليس لبنى أمية فى شىء من ذلك دعوى عند أحد من أهل القبلة، وإن كانت إنما تنال الخلافة بالوراثة، وتستحق بالقرابة، وتستوجب بحق العصبة، فليس لبنى أمية فى ذلك متعلق عند أحد من المسلمين.
وإن كانت لا تنال إلا بالسابقة فليس لهم فى السابقة قديم عهد مذكور ولا يوم مشهور، بل لو كانوا إذ لم تكن لهم سابقة، ولم يكن فيهم ما يستحقون به الخلافة، ولم يكن فيهم ما يمنعهم منها أشد المنع كان أهون وكان الأمر عليهم أيسر.
فقد عرفنا كيف كان أبو سفيان «2» فى عداوته للنبى صلى الله عليه وسلّم وفى محاربته وفى إجلابه عليه وغزوه إيّاه، وعرفنا إسلامه كيف أسلم، وخلاصه كيف خلص، على أنه إنما أسلم على يدى العباس «3» رضى الله عنه، والعباس هو الذى منع الناس من قتله «4» وجاءه............... ............... .......
الصفحة 14
368