كتاب رسائل المقريزي

وصنع أمية في الجاهلية شيئا لم يصنعه أحد من العرب، زوّج ابنه عمرو بن أمية امرأته في حياة منه.... «1» فى الإسلام هم الذين أولدوا نساء آبائهم واستنكحوهن من بعد موتهن، وأما أن تزوجها في حياته وبنى عليها وهو يراه، فإن هذا لم يكن قط، وأمية قد جاوز هذا المعنى ولم يرض بهذا المقدار حتى نزل عنها وزوجها منه، وأبو معيط بن أبى عمرو بن أمية قد زاد في المقت درجتين، ثم نافر حرب بن أمية عبد المطلب بن هاشم، فما زال أمية يغزى حتى قتل وأخذ ماله فى خبر طويل، وتمادت العداوة بين البيتين حتى قام سيد بنى هاشم أبو القاسم محمد صلى الله عليه وسلّم ابن عبد المطلب بن هاشم رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمكة يدعو قريشا إلى توحيد الله جلت قدرته، وترك ما كانت تعبد من دون الله، فانتدب لعداوته صلى الله عليه وسلّم جماعة من بنى أمية منهم: أبو أحيحة سعيد بن العاص بن أمية حتى هلك على كفره بالله فى أول سنة من الهجرة أو في سنة اثنتين وهو يحاد الله ورسوله، ومنهم: عقبة ابن أبى معيط «2» أبان بن عمرو بن أمية وكان أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأدى إلى أن قاتل يوم بدر فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد أرشر فأمر بضرب عنقه، فجعل يقول: يا ويلتى علام أقتل من بين هؤلاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
«لعداوتك لله ولرسوله» ، فقال: يا محمد، منك أفضل، فاجعلنى كرجل من هؤلاء من قومى وقومك يا محمد، من للصبية، قال: «النار» «3» وضرب عنقه.
وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمر به فصلب فكان أول مصلوب «4» فى الإسلام.

الصفحة 27