كتاب رسائل المقريزي

وقال الليث: حدثنى يونس وزاد: قال جبير: ولم يقسم النبى صلى الله عليه وسلّم لبنى عبد شمس ولا لبنى نوفل، قال ابن إسحاق: وعبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لأم:
عاتكة بنت مرّة، وكان نوفل أخاهم لأبيهم.
وذكره البخارى في مناقب قريش «1» وقال في غزوة خيبر «2» : حدثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن جبير بن مطعم أخبره قال: أتيت أنا وعثمان إلى النبى صلى الله عليه وسلّم فقلنا: أعطيت بنى المطلب من خمس خيبر وتركتنا، ونحن وهم بمنزلة واحدة منك، فقال: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شىء واحد. قال جبير: ولم يقسم النبى صلى الله عليه وسلّم لبنى عبد شمس وبنى نوفل شيئا.
وقد خرّج أبو داود «3» - رحمه الله- هذا الحديث من طريق الزهرى عن سعيد بن المسيب قال: حدثنى جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يقسم لبنى عبد شمس ولا لبنى نوفل شيئا من الخمس كما قسّم لبنى هاشم ولبنى المطلب، قال: وكان أبو بكر رضى الله عنه يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلّم غير أنه لم يكن يعطى قربى رسول الله صلى الله عليه وسلّم كما كان يعطيهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
وكان عمر رضى الله عنه يعطيهم، ومن كان بعده منه. واعلم أن قوله عن أبى بكر رضى الله عنه أنه لم يكن يعطى ذوى القربى كما كان النبى صلى الله عليه وسلّم يعطيهم، إنما هو مما كان صلى الله عليه وسلّم يعود به عليهم من سهمهم.
وكانت حاجة المسلمين أيام أبى بكر أشد، [لا] «4» لأنه رضى الله عنه منعهم الحق المفروض لهم الذى سماه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم لهم، فقد أعاذه الله من ذلك.
وخرج أبو داود من طريق محمد بن إسحاق عن الزهرى عن سعيد بن المسيب، قال: أخبرنى جبير بن مطعم قال: فلما كان يوم خيبر وضع رسول الله صلى الله عليه وسلّم سهم ذى القربى في بنى هاشم وبنى المطلب، وترك بنى نوفل «5» وبنى عبد شمس،

الصفحة 38